الأمن الغذائي - دولي

المصدر: يونيسيف
تاريخ النشر: 2024-01-16
منع وقوع مجاعة وانتشار الأمراض الفتاكة في غزة يتطلب إمكانية وصول أسرع وأكثر أمناً للمساعدات وتوفير عدد أكبر من مسارات الإمدادات

قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة كاثرين راسل، "يحتاج الأطفال المعرضون لخطر كبير بالوفاة من جراء سوء التغذية والأمراض حاجة ماسة للعلاج الطبي والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، إلا أن الظروف على الأرض لا تسمح لنا بالوصول الآمن إلى الأطفال والأسر المحتاجين. وتظل بعض المواد التي نحتاجها بشدة لإصلاح شبكة المياه وزيادة إمداداتها ممنوعة من دخول غزة. إن حياة الأطفال وأسرهم في الميزان هنا، وكل دقيقة مهمة".


قالت وكالات الأمم المتحدة اليوم إنه مع تصاعد خطر وقوع مجاعة، وتزايد أعداد الناس المعرضين لانتشار الأمراض الفتاكة، ثمة حاجة ماسة لإجراء تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. ويقول رؤساء برنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، إن إدخال إمدادات كافية إلى غزة وتوزيعها في جميع أنحائها الآن يعتمد على: فتح مسارات دخول جديدة؛ والسماح لعدد أكبر من الشاحنات بعبور نقاط الحدود يومياً؛ وتقليص القيود على حركة العاملين الإنسانيين؛ وضمان سلامة الناس الذين يصلون إلى مراكز توزيع المساعدات والأفراد الذين يوزعونها.

ونظراً لعدم قدرة سكان غزة على إنتاج الأغذية أو استيرادها، فإنهم جميعاً يعتمدون على المساعدات لبقائهم. بيد أن المساعدات الإنسانية لن تكفي لوحدها لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة. وقد تمكنت الأمم المتحدة ووكالات المساعدات العالمية والمنظمات غير الحكومية لغاية الآن من إيصال مساعدات إنسانية محدودة إلى غزة، وذلك رغم الظروف الشديدة الصعوبة، إلا أن كميات المساعدات تقل كثيراً جداً عما هو مطلوب لمنع وقوع مزيج فتاك من الجوع وسوء التغذية والأمراض. وهذا النقص في الأغذية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية شديد بصفة خاصة في المناطق الشمالية.

إن العمل الإنساني مقيد بشدة من جراء إغلاق كافة المعابر الحدودية فيما عدا معبرين في الجنوب، وعمليات التفتيش المتعددة الطبقات للشاحنات المتوجهة إلى غزة. وحالما تدخل المساعدات، تُعاق الجهود الرامية إلى إقامة نقاط خدمة للناس المحتاجين، وذلك بسبب القصف والتغيّر المستمر في مواقع جبهات القتال، مما يهدد حياة المواطنين العاديين وحياة العاملين في الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين الإنسانيين الذين يسعون إلى تقديم المساعدة لسكان غزة.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، السيدة سيندي ماكين، "يواجه سكان غزة خطر الموت جوعاً وذلك على مبعدة أميال قليلة فقط من شاحنات مليئة بالأغذية. وكل ساعة تُهدر تعرّض أرواحاً لا حصر لها للخطر. ولا يمكننا منع وقوع مجاعة إلا إذا تمكنا من إيصال إمدادات كافية وتوفرت لنا إمكانية وصول آمنة إلى جميع الأشخاص المحتاجين، وأينما كانوا".

وقد وجد آخر تقرير صادر عن ’مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي‘ مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي في غزة، وأكد التقرير على أن سكان غزة بأكملهم – والذين يبلغ عددهم حوالي 2.2 مليون شخص – يعانون من أزمة غذائية أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وبالفعل، فإن جميع الفلسطينيين في غزة لا يحصلون على وجبات كافية في اليوم، بينما يلجأ العديد من الراشدين إلى حرمان أنفسهم من الغذاء وتقديمه بدلاً من ذلك لأطفالهم، وقد حذّر التقرير من وقوع مجاعة إذا تواصلت الظروف الحالية.

وما انفك برنامج الأغذية العالمي يوفر الأغذية للناس في داخل غزة يومياً منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ووصل إلى أكثر من 900,000 شخص بالمساعدات الغذائية في كانون الأول/ ديسمبر. وقد تطلب ذلك إيجاد طرق جديدة للعمل مع الشركاء المحليين، بما في ذلك العثور على مواقع آمنة للتوزيع، وإيصال الطحين إلى المخابز لتتمكن من استئناف الإنتاج، وتوزيع مكملات غذائية خاصة لمساعدة الأطفال على مكافحة سوء التغذية. وفي يوم الخميس، أوصل برنامج الأغذية العالمي أول قافلة أغذية إلى شمال غزة منذ الهدنة الإنسانية، وتم توزيعها على نحو 8,000 شخص.

وقد تسبب النزاع أيضاً في تدمير الهياكل الأساسية لخدمات المياه والصرف الصحي والخدمات الصحية أو إلحاق أضرار بها، كما أدى إلى تقييد القدرة على معالجة سوء التغذية الشديد وانتشار الأمراض المعدية. وبما أن الأطفال دون سن الخامسة في غزة، ويبلغ عددهم 335,000 طفل، مستضعفون بصفة خاصة، تتوقع اليونيسف أن يزداد هزال الأطفال، وهو شكل سوء التغذية الأشد تهديداً لحياة الأطفال، بحوالي 30 بالمئة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مقارنة بالظروف التي كانت سائدة قبل الأزمة، مما سيؤثر على ما يصل إلى 10,000 طفل.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة كاثرين راسل، "يحتاج الأطفال المعرضون لخطر كبير بالوفاة من جراء سوء التغذية والأمراض حاجة ماسة للعلاج الطبي والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، إلا أن الظروف على الأرض لا تسمح لنا بالوصول الآمن إلى الأطفال والأسر المحتاجين. وتظل بعض المواد التي نحتاجها بشدة لإصلاح شبكة المياه وزيادة إمداداتها ممنوعة من دخول غزة. إن حياة الأطفال وأسرهم في الميزان هنا، وكل دقيقة مهمة".

ما انفكت اليونيسف تحذر منذ تشرين الثاني/ نوفمبر من أن الأطفال في جنوب غزة يحصلون على كمية مياه تتراوح ما بين 1.5 إلى 2 لتر من المياه يومياً، وهي كمية تقل كثيراً عن المتطلبات الموصى بها من أجل البقاء. ولمعالجة هذا الأمر، وفرت اليونيسف وشركاؤها مياه شرب مأمونة لأكثر من 1.3 مليون شخص، ولكن ثمة حاجة إلى كميات أكبر كثيراً لمعالجة الظروف الفظيعة. ووفرت اليونيسف أيضاً إمدادات طبية، بما في ذلك 600,000 جرعة لقاح، ومكملات غذائية وفيتامينات للأطفال والنساء الحوامل، وتحويلات نقدية إنسانية لأكثر من 500,000 أسرة معيشية.

ومنذ بدء الأعمال العدائية، ظلت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها يدعمون النظام الصحي في غزة عبر شحنات من المعدات والإمدادات الطبية، والأدوية، والوقود؛ وتنسيق فرق الطوارئ الطبية؛ ورصد الأمراض. وجرت أكثر من عشر بعثات عالية الخطورة لتوصيل الإمدادات للمستشفيات في شمال غزة وجنوبها. كما ساعدت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في إقامة مطبخين في مستشفى الشفاء يقدمان حالياً 1200 وجبة يومياً، وأوصلوا إمدادات طبية لدعم معالجة ما يصل إلى 1,250 طفل مصابين بسوء تغذية شديد، وإقامة مراكز للأغذية العلاجية.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، "يعاني الناس في غزة من نقص الأغذية والمياه والأدوية والرعاية الطبية. ومن شأن وقوع مجاعة أن يجعل الوضع الفظيع أصلاً كارثياً لأن الأرجحية أكبر أن يتوفى المرضى من جراء الجوع، كما أن الجياع أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. نحن بحاجة إلى إمكانية وصول آمنة ومن دون إعاقة لتوصيل المساعدات، وإلى وقف إنساني لإطلاق النار لمنع المزيد من الوفيات والمعاناة".

وتحتاج وكالات المساعدات حاجة ماسة إلى تصريح من إسرائيل لاستخدام الميناء العامل القريب من قطاع غزة ونقاط عبور حدودية في الشمال. ومن شأن تمكيننا من استخدام ميناء أسدود، الذي يبعد حوالي 40 كيلومتراً عن شمال غزة، أن يتيح شحن كميات كبيرة من المساعدات ومن ثم نقلها بالشاحنات مباشرة إلى المناطق المتأثرة بشدة في شمال غزة، والتي لم تتمكن سوى قوافل مساعدات قليلة من الوصول إليها.

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، السيد فيليب لازاريني، "لقد ظل تدفق المساعدات ضئيلاً جداً مقارنة مع الاحتياجات الإنسانية الهائلة. ولن تكون المساعدات الإنسانية كافية لتحقيق تراجع في مستويات الجوع التي تزداد سوءاً بين السكان. وتُعد الإمدادات التجارية ضرورة لإتاحة إعادة فتح الأسواق والقطاع الخاص وتوفير بدائل لتمكين الناس من الحصول على الأغذية".

وأكد رؤساء الوكالات على الحاجة الماسة لإزالة العوائق والقيود المفروضة على توصيل المساعدات إلى غزة وفي جميع مناطقها، ولاستئناف تدفق التجارة. وأعادوا التأكيد على الدعوة إلى وقف إنساني لإطلاق النار لتمكين البدء في هذه العملية الإنسانية الهائلة والمهمة جداً التي تقودها عدة وكالات.


موضوعات أخرى من: الأمن الغذائي - دولي

صدمات متتالية: الأمن الغذائي العالمي في مواجهة المتغيرات الدولية

المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
2023-08-19

أظهرت الأبحاث والدراسات أن التدخلات التجارية خلال أزمة الغذاء العالمية عام 2008 قد ساهمت في زيادة أسعار السلع الغذائية العالمية بنحو 13%، لترتفع أسعار الأرز والقمح وحدهما بحوالي 45% و30% على الترتيب. وأدت تلك الأسعار المرتفعة -حينذاك- إلى معاناة ما لا يقل عن 100 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم، مما ترتب عليه عواقب سياسية ملحوظة، حيث أثار تضخم الغذاء وتراجع القوة الشرائية للنقود المظاهرات وأعمال الشغب وغيرها من الاضطرابات السياسية في حوالي 48 دولة خلال عامي 2007 و2008. ومع قيام الحرب الروسية-الأوكرانية فبراير 2022، بدأت الدول في تقييد التجارة الحرة للسلع الغذائية، حيث سجل عدد الدول التي فرضت قيودًا على تصدير المواد الغذائية زيادة تبلغ حوالي 25% ليصل إجمالي عددها إلى 35 دولة، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن البنك الدولي.

لقاء وزير الزراعة السوري المهندس محمد حسان قطنا مع نائب المدير التنفيذي ومدير العمليات في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، كارل سكاو.

وزارة الزراعة
2023-08-02

أكد الوزير على نقطتين أساسيتين للتدخل في المجال الزراعي، تتعلق الأولى بإعادة الإعمار للبنى التحتية للري لتمكين العودة الطوعية للسكان إلى المناطق التي غادروها خلال الأزمة، والثانية توفير مصادر الطاقة ومستلزمات الإنتاج الزراعي لتمكين عمليات الإنتاج.
ودعا الوزير نائب مدير البرنامج لزيارة سورية قريباً للاطلاع على الواقع وتقدير حجم الدعم المطلوب، ومن جهته بين نائب مديرة البرنامج ترحيبه بعقد الزيارة.

بمشاركة سورية... لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا" بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية ومنظمات دولية أخرى تعقد جلسة خاصة ضمن فعاليات قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية المقامة في العاصمة الإيطالية روما

وزارة الزراعة
2023-07-25

بين المشاركون أن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم هذه الأزمات، وتراجع النظم الغذائية وتعطيل إنتاج الغذاء وتوزيعه، وزيادة انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الهجرة غير الطوعية وازدياد الضغط على الموارد.

122 مليون شخص إضافي إلى هوة الجوع

منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة
2023-07-18

كشف تقرير أعدته الأمم المتحدة أنّ الأزمات المتعددة دفعت 122 مليون شخص إضافي إلى هوة الجوع منذ عام 2019

إشكاليات الأمن الغذائي والمائي العربي.. هل تجد حلولًا في قمة جدة؟

أخبار دولية حول الأمن الفذائي
2023-05-18

"إن الأمن المائي والأمن الغذائي وجهان لعملة واحدة، وكلنا مسؤولون عن تأمين المياه النظيفة لكل البشر وترشيد استخدامها بحسب قوانين الأمم المتحدة"، قال نصر الدين العبيد، مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"، مشيرًا إلى أن الدول العربية بحاجة سنويًا إلى 420 مليار متر مكعب من المياه سنويًا، إلا أنه لا يتوفر إلا 260 مليار سنويًا، فلا بد من البحث عن تقنيات أخرى.

الامن الغذائي العربي

أخبار دولية حول الأمن الفذائي
2023-05-18

بحسب الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، فإن المساحة الإجمالية للعالم العربي تصل إلى حوالي 14 مليون كيلومتر مربع، ما يُمثل حوالي 10.2٪ من مساحة العالم. وتُقدر مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بحوالي 200 مليون هكتار، أي ما يُعادل 14.1٪ من إجمالي مساحة الوطن العربي، لكن الدول العربية تستغل 5٪ فقط من مساحة الأراضي الصالحة للزراعة.
كما أن شح المياه، يعتبر عاملًا مؤثرًا في تهديد الأمن الغذائي، إذ حسب الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المُتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، يفتقر ما يُقارب 50 مليون شخص في المنطقة العربية إلى مياه الشرب الأساسية، ويعيش 390 مليون شخص في المنطقة -أي ما يقرب من 90 في المئة من إجمالي عدد السكان- في بلدان تُعاني من ندرة المياه.

2022: عام من الجوع غير المسبوق - تقارير دولية حول الأمن الفذائي

المغذيات زهيدة المقدار - أخبار دولية حول الأمن الفذائي

سوء التغذية - أخبار دولية حول الأمن الفذائي

تسويق وتوسيم الأغذية - أخبار دولية حول الأمن الفذائي

رصد التغذية والترصد - أخبار دولية حول الأمن الفذائي

الغذاء - تقارير دولية حول الأمن الفذائي

آخر المواضيع التي تم نشرها

منظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تحدد أولويات العمل للعامين المقبلين

مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا
2024-02-08

الأمم المتحدة: خطر “مجاعة وشيكة” في قطاع غزة

صحيفة القدس العربي - وكالات
2024-01-25

الدورة 112 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي في القاهرة

وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية
2023-08-31